رواية أذكرني عند ربك بقلم عبد الحميد وشفون ……بأسلوب أدبي متميز و لغة عربية متمكنة يسرد الكاتب العشريني أحداثا حصلت في بورما على لسان صحفي ذهب في مهمة عمل إلى هناك يتخطى العراقيل و يتجاوز المحن ليحكي لنا عن بورما تلك البؤرة من العالم التي يمشي الموت في طرقاتها تاركا بصماته على قسمات وجوه قاطنيها حيث
يتمكن منهم البؤس فيرسم خريطته في قلوبٍ يسكنها الوجع تُعاقَب على دينها في زمن يَدعي الحرية و يكيلها بمكيالين يصف الكاتب لك الأحداث و كأنك تراها رأي العين يصف الخوف في وجوهم و مناظر التعذيب التي تطرق القلب و تُذيبه كمدا فيروي لك القصص و كأنه جزءا من الحكاية فلا تمضي لحظةٌ بلا فزعٍ يقتل الأحلام في عيونهم و بينما أنت تُقلب صفحات الرواية المعجونة بالألم ستشعر أن الكاتب سيننفجر من الغليان و يكاد قلبه ينصهر على حقوقهم المهضومة سترى الموت و هو يختبئ بين الأحداث ليظهر في وضح النهار أو دهاليز الليل فقد اتقن الكاتب رسم الأحداث بأسلوبٍ سرديٍ مُتقن و لعله قرأ الكثير عن بورما و تأثر بالعديد من المشاهد التي يُدمى لها الفؤاد خاصة عندما تَجد أن الموت يَملأ الدروب القاتمة و يَخنق بها الحياة و يقتل فيها الطفولة الحالمة
المراجعات
لا يوجد تقييمات بعد