متعة عدم الكمال

كنت أرى مناشدتي للكمال وسعيي للمثالية شيئًا جيّدًا ومرشدًا حقيقي للنجاح والتطور الشخصي، الى ان قرأت هذا الكتاب الذي وجدته مفتاحًا لمعظم مشكلاتي مع الاستمرارية، لا أرى نفسي مناشدة للكمال بالدرجة الاولى، فقد اخفق مرات عديدة واكون مرتاحة البال إزاء ذلك، ولكنني اسعى لهذا الهدف بشكل او بآخر ظنًا مني بأنه الطريق الاسرع للاحلام وتحقيق الاهداف.
فمثلًا وضعت لنفسي هدف قراءة 36 كتابًا لهذه السنة، وعزّمت بدايتها قائلة بأن لن تأتي نهاية السنة الا وقد انتهيت من هذا الهدف، ولكنني بطبيعة الحال نظرًا لفتوري المستمر وكذلك اهتماماتي المختلفة غير القراءة وانشغالي باهداف اخرى، قرأت 14 كتابًا حد الان، وهو بذاته رقم لا بأس به بل ويعتبر جيد بما فيه الكفاية لو وضعت هدفًا واقعيًا بعيدًا عن المثالية.
كنت ارى ال14 كتاب عددًا بسيطًا جدًا مقارنة بكمية الكتب التي يقرأها القراء الذين اتابعهم على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن حينما طبقت نموذج باريتو (80/20) الذي ينص على تطبيق 20٪؜ من العملية يعني أنك حققت 80٪؜ من الهدف وجدت بأنني تقدمت تقدمًا رائعًا في القراءة هذه السنة!
وقلت لنفسي، “انها بالكيف وليس بالكم” ما دامت قراءاتي مستمرة واختياراتي للكتب مثمرة ومفيدة ليس مهم كم كتابًا قرأت، بل كيف أثرت تلك الكتب داخلي وماذا تجرعت منها من فائدة واستثمار ذاتي، وهنا .. بدأت رحلتي في متعة عدم الكمال